*"حصار اليمن واضح خطره زائل ضرره" بقلم ✍️ سماحه القاضي حسين بن محمد المهدي."*

عاجل

الفئة

shadow
بسم الله الرحمن الرحيم 


مما لاريب فيه أن كل أمر يقع به الفساد ويعظم ضرره على العباد عاقبته الزوال، مهما طال أمده، واستفحل ضرره.
فالظلم عاقبته عقاب من ظلم بذلك ربنا سبحانه وتعالى حكم:(وَ مَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً).
حصار اليمن صانعه مذموم، والمتلبس به ملوم،
والمصر على استمراره متشبث بالاوهام والظنون
المصر على الحصار هالك
والمتمسك به متهالك (وَ تِلْكَ الْقُرى‏ أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَ جَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً)
أربعة عاقبتها البوار:
١- البغي في الأرض بغير حق
٢- والإصرار على الخيانة والغدر
٣- وظلم الأبرار
٤- واساءة الجوار
فإلى متى يبقى التحالف في غفلته؟
فكل أمر لايداوى قبل أن يعضل، ولا يدبر قبل أن يستفحل عجز به مداويه، 
وصعب تداركه وتلافيه،
فهل من عاقل يصلح مافسد قبل الهلكة والعطب؟
الدنيا دول تبينها الأقدار،
ويهدمها الليل والنهار.
فسبب هلاك الملوك وخراب الممالك اطراح ذوي الفضائل،
واصطناع ذوي الرذائل،
والاستخفاف بعظة الناصح،
والاغترار بتزكية المادح.
فكيف بمن يمنع عن الناس بره
ويأمل من الناس شكره، ويفعل بالناس شرا ويتوقع من الناس خيرا،
ان هذا لشيئ عجاب؟
حصار اليمن من قبل جيرانه مما تُحَار فيه العقول
فمن يحاصره لايستفيد في اقتصاده ولاسياسته وملكه ورئاسته
وحصاد ذلك الإثم والعدوان
وطاعة أولياء الشيطان من الصهيونية واليهود
بقصد استصغار اليمن في اعينهم
وهي كبيرة في مكانتها
قوية في اخوتها
وإنما الدرة بوضاءتها
والايدي باصابعها
والملوك بصنائعها
"أهل اليمن شهد لهم نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان والحكمة (الإيمان يمان والحكمة يمانية)."
"من استنصر بهم بعد الله نصروه وحفظوه وآووه وأيدوه".
ومن اساء إليهم وقاطعهم قلوه ونبذوه وإلى الهلكة اوصلوه، 
وإنما يرحم الله من عباده الرحماء،
وهم رَحَم العرب وأصلها الرفق شعارهم
أهل اليمن 
أهل اليُمْن والبركة 
والذكاء والفطنة
والوفاء والحكمة  (وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)، 
رحم العرب وأصلها: (لما خلق الله الرحم قال: أنا الرحمن وانت الرحم شققت إسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتته)
فهم أهل الرأي السديد
والباس الشديد (قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ).
فكيف بجيران اليمن لايحترمو حق الجوار،
وقد كانت العرب في الجاهلية لايسمحون بمؤاذاة جيرانهم،
فهذا جساس يقول:
إن للجار علينا دفع ضيم بالعوالي
فأقل اللوم مهلا
دون عرض الجار مالي
سأؤدي حق جاري
ويدي رهن مقالي
او أرى الموت فيبقى
لؤمه عند رجالي
وقد جاء الإسلام وأعتبر ذلك من الأخلاق الحميدة.
لقد حث القرآن في المحافظة على حق الجوار فقال سبحانه: 
(وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى‏ وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُختالاً فَخُوراً).
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عظيم حق الجار،
 فقال: (لايدخل الجنة من لايامن جاره بوائقه)
ومن أبلغ مايؤثر من الزجر عن إيذاء الجار قوله صلى الله عليه وآله وسلم (إن انت رميت كلب جارك فقد اذيته)
وينبغي للمسلمين اليوم أن يحافظوا على هذا الأدب السامي الرفيع
وليس عيبا أن يعود الإنسان عن مكروه حصل من قبله على جاره فيعتذر له، بدلا من إفادة العدو الصهيوني من هذا الحصار، 
فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
وعلى الكل أن يتجه في حمل راية الجهاد وتحرير فلسطين ونصرتها فهم جوار لفلسطين وعليهم حقوق
فهذا الظلم لفلسطين ولليمن من قبل جيرانهم مصيره إلى زوال، وسيشهد العالم كله نصر الله الذي وعد به ويصير المحاصرون محاصرون لليهود وان غدا لناصره قريب
فقد كانت مكة محاصرة للإسلام معادية له في سابق عهدها ولم تمر ثمان سنوات من الهجرة حتى فتحت  فمهما طال أمد الظلم فإن الله يزيله ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين.
ولانامت أعين الجبناء(وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة